منتدى مرهف الاحساس للتصميم ... ملتقى المصممين المبدعين
تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Untitl13
منتدى مرهف الاحساس للتصميم ... ملتقى المصممين المبدعين
تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Untitl13
منتدى مرهف الاحساس للتصميم ... ملتقى المصممين المبدعين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا بكزائر لديك 21 مساهمة آخر زيارة لك31/12/1969
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .. اهلا وسهلا بكم معنا في موقع مرهف الاحساس للتصميم والدعم الفني اسعدتنا زيارتكم وان شاء الله دائماًم ما تقطعوننا .. دمتم بكل خير وبالتوفيق للكل..
الصفحة الرئيسية المجلة لوحة التحكم الرسائل البحث   قائمة الاعضاء اتصل بنا  مركز رفع الصور  خروج

اهلا وسهلا بك ياضيفنا العزيز

عزيزي آلزآئر

لـَاننآ نعشق آلتميز و آلمميزين يشرفنآ آنضمآمك معنآ في منتدى مرهفـ الاحساس للتصميم

وحينمآ تقرر آن تبدآ مع منتدى مرهفـ الاحساس للتصميم  ينبغي عليك آن تبدآ كبيرآ .. فآلكل كبيرُُ هنآ . وحينمآ تقرر آن تبدآ في آلكتآبه في  منتدى مرهفـ الاحساس للتصميم ..

فتذكر آن منتدى مرهفـ الاحساس للتصميم يريدك مختلفآ .. تفكيرآ .. وثقآفةً .. وتذوقآ .. فآلجميع هنآ مختلفون ..

نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى (  نرسم  ) آلزمآن !!

||

 لكي تستطيع آن تتحفنآ  [ بمشآركآتك وموآضيعـك معنآ ].. آثبت توآجدك و كن من آلمميزين..

بالضغط هنا 


 

 تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منذر
طريقة للابداع
طريقة للابداع
منذر


أحترام القوانين : تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Full1010
ذكر
عضـِـوْيُتـً?• : 288
مشآرڪآتي• : 174
مْـوَـآضْـيَـع?• : 118
بُـلاآآدٍيـ?• : تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Sa10

تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري   تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري I_icon_minitime24/5/2011, 6:17 am

سور ة المؤمنون
{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ } * { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري

سورة المؤمنون

شرح الكلمات:

{ قد أفلح المؤمنون } : أي فاز قطعاً بالنجاة من النار ودخول الجنة المؤمنون.

{ في صلاتهم خاشعون } : أي ساكنون متطامنون لا يتلفتون بعين ولا قلب وهم بين يدي ربهم.

{ عن اللغو معرضون } : اللغو كل ما لا رِضىً فيه لله من قول وعمل وتفكير، معرضون أي منصرفون عنه.

{ للزكاة فاعلون } : أي مؤدون.

{ لفروجهم حافظون } : أي صائنون لها عن النظر إليها لا يكشفونها وعن إتيان الفاحشة.

{ أو ما ملكت أيمانهم } : من الجواري والسَّراري إن وجد.

{ فمن ابتغى وراء ذلك } : أي طلب ما دون زوجته وجاريته المملوكة شرعياً.

{ فأولئك هم العادون } : أي الظالمون المعتدون على حدود الشرع.

{ راعون } : أي حافظون لأماناتهم وعهودهم.

{ الفردوس } : أعلى درجة في الجنة في أعلى جنة.

معنى الآيات:

قوله تعالى: { قد أفلح المؤمنون } يخبر تعالى وهو الصادق الوعد بفلاح المؤمنين وقد بين تعالى في آية آل عمران معنى الفلاح وهو الفوز بالنجاة من النار ودخول الجنة ووصف هؤلاء المؤمنين المفحلين بصفات من جمعها متصفاً بها فقد ثبت له الفلاح وأصبح من الوارثين الذين يؤثون الفردوس يخلدون فيها وتلك الصفات هي:

(1) الخشوع في الصلاة بأن يسكن فيها المصلي فلا يلتفت فيها برأسه ولا بطرفه ولا بقلبه مع رقة قلب ودموع عين وهذه أكمل حالات الخشوع في الصلاة، ودونها أن يطمئن ولا يتلفت برأسه ولا بعينه ولا بقلبه في أكثرها. هذه الصفة تتضمنها قوله تعالى: { الذين هم في صلاتهم خاشعون }.

(2) أعراضهم عن اللغو وهو كل قول وعمل وفكر لم يكن فيه لله تعالى إذن به ولا رضى فيه ومعنى إعراضهم عنه: إنصرافهم عنه وعدم التفاتهم إليه، وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى: { والذين هم عن اللغو معرضون }.

(3) فعلهم الزكاة أي أداؤهم لفريضة الزكاة الواجبة من أموالهم الناطقة كالمواشي والصامتة كالنقدين والحبوب والثمار، وفعلهم لكل ما يزكي النفس من الصالحات وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى: { والذين هم للزكاة فاعلون }.

(4) حفظ فروجهم من كشفها ومن وطء غير الزوج أو الجارية المملةكة بوجه شرعي وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى: { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } في إتيان أزواجهم وما ملكت أيمانهم، ولكن الدوم والعقوبة على ما طلب هذا المطلب من غير زوجه وجاريته { فأولئك هم العادون } أي الظالمون المعتدون حيث تجاوزوا ما أحل الله لهم ما حرم عليهم.

(5) مراعاة الأمانات والعهود بمعنى محافظتهم على ما ائتمنوا عليه من قول أو عمل ومن ذلك سائر التكاليف الشرعية حتى الغسل من الجنابة فإنه من الأمانة وعلى عهودهم وسائر عقودهم الخاصة والعامة فلا خيانة ولا نكث ولا خُلْف وقد تضمن هذا قوله تعالى: { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } أي حافظون.

(6) المحافظة على الصلوات الخمس بأدائها ي أوقاتها المحددة لها فلا يقدمونها ولا يؤخرونها مع المحافظة على شروطها من طهارة الخبث وطهارة الحدث وإتمام ركوعها وسجودها واستكمال أكثر سننها وآدابها وقد تضمن هذه الصفة قوله تعالى: { والذين هم على صلاتهم يحافظون }.

فهذه ست صفات إجمالاً وسبع صفات تفصيلاً فمن اتصف بها كمل إيمانه وصدق عليه اسم المؤمن وكان من المفلحين الوارثين للفردوس الأعلى جعلنا الله تعالى منهم.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- وجوب الخشوع في الصلاة.

2- تحريم نكاح المتعة لأن المتمتع بها ليست زوجة لأنها لا ترث ولا تورث بخلاف الزوجة فإنها لها الربع والثمن، ولزوجها النصف والربع، لأن نكاح المتعة هو النكاح إلى أجل معين قد يكون شهراً أو اكثر أو أقل.

3- تحريم العادة السريّة وهي نكاح اليد وسحاق المرأة لأن ذلك ليس بنكاح زوجة ولا جارية مملوكة.

4- وجوب أداء الزكاة ووجوب حفظ الأمانات ووجوب الوفاء بالعهود ووجوب المحافظة على الصلوات.

5- تقرير حكم التوارث بين أهل الجنة وأهل النار فأهل الجنة يرثون منازل أهل النار وأهل النار يرثون منازل أهل الجنة اللهم اجعلنا من الوارثين الذين يرثون الفردوس.

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ }

شرح الكلمات:

{ من سلالة }: السلالة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم.

{ نطفة في قرار مكين } النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل، والقرار المكين الرحم المصون.

{ العلقة }: الدم المتجمد الذي يعلق بالإِصبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض.

{ والمضغة }: قطعة لحم قدر ما يمضغ الآكل.

{ خلقاً آخر }: أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنساناً.

{ أحسن الخالقين }: أي الصانعين فالله يصنع والناس يصنعون والله أحسن الصانعين.

معنى الآيات:

يخبر تعالى عن خلقه الإنسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال: { ولقد خلقنا الإنسان } يعني آدم عليه السلام { من سلالة من طين } أي من خلاصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلاصته ومنها خلق آدم ونفخ فهي من روحه فكان بشراً سوياً ولله الحمد والمنة قوله: { ثم جعلناه نطفة في قرار مكين } أي ثم جعلنا الإنسان الذي هو ولد آدم نطفة من صُلْبِ آدم { في قرار مكين } هو رحم حواء { ثم خلقنا النطفة } المنحدرة من صلب ادم { علقة } أي قطعة دم جامدة تعلق بالإِصبع لو حاول الإنسان أن يرفعها بإصبعه، { فخلقنا العلقة مضغة } وهي قطعة لحم قدر ما يمضغ الآكل، { فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً شيئاً آخر } أي إنساناً آخر غير آدم الأب، وهكذا خلق الله عز وجل آدم وذريته، { فتبارك الله أحسن الخالقين }. وقد يصدق هذا على كون الإنسان هو خلاصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها الروح فصارت إنساناً آخر بعد أن كانت جماداً لا روح فيها وقوله تعالى: { فتبارك الله أحسن الخالقين } فأنثى الله تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين، إذ لا خالق إلا هو ويطلق لفظ الخلق على الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين.

وقوله تعالى: { ثم إنكم بعد ذلك لميتون } أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون، { ثم إنكم يوم القيامة بتعثون } أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية لا يعقبها موت ولا فناء ولا بلاء.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- بيان مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته.

2- بيان خلق الإنسان والأطوار التي يمر بها.

3- بيان مآل الإنسان بعد خلقه.

4- تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرهاالملاحدة والمشركون.

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ }

شرح الكلمات:

{ من سلالة }: السلالة ما يستل من الشيء والمراد بها هنا ما استل من الطين لخلق آدم.

{ نطفة في قرار مكين } النطفة قطرة الماء أي المني الذي يفرزه الفحل، والقرار المكين الرحم المصون.

{ العلقة }: الدم المتجمد الذي يعلق بالإِصبع لو حاول أحد أن يرفعه بأصبعه كمح البيض.

{ والمضغة }: قطعة لحم قدر ما يمضغ الآكل.

{ خلقاً آخر }: أي غير تلك المضغة إذ بعد نفخ الروح فيها صارت إنساناً.

{ أحسن الخالقين }: أي الصانعين فالله يصنع والناس يصنعون والله أحسن الصانعين.

معنى الآيات:

يخبر تعالى عن خلقه الإنسان آدم وذريته وفي ذلك تتجلى مظاهر قدرته وعلمه وحكمته والتي أوجبت عبادته وطاعته ومحبته وتعظيمه وتقديره فقال: { ولقد خلقنا الإنسان } يعني آدم عليه السلام { من سلالة من طين } أي من خلاصة طين جمعه فأصبح كالحمإ المسنون فاستل منه خلاصته ومنها خلق آدم ونفخ فهي من روحه فكان بشراً سوياً ولله الحمد والمنة قوله: { ثم جعلناه نطفة في قرار مكين } أي ثم جعلنا الإنسان الذي هو ولد آدم نطفة من صُلْبِ آدم { في قرار مكين } هو رحم حواء { ثم خلقنا النطفة } المنحدرة من صلب ادم { علقة } أي قطعة دم جامدة تعلق بالإِصبع لو حاول الإنسان أن يرفعها بإصبعه، { فخلقنا العلقة مضغة } وهي قطعة لحم قدر ما يمضغ الآكل، { فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً شيئاً آخر } أي إنساناً آخر غير آدم الأب، وهكذا خلق الله عز وجل آدم وذريته، { فتبارك الله أحسن الخالقين }. وقد يصدق هذا على كون الإنسان هو خلاصة عناصر شتى استحالت إلى نطفة الفحل ثم استحالت إلى علقة فمضغة فنفخ فيها الروح فصارت إنساناً آخر بعد أن كانت جماداً لا روح فيها وقوله تعالى: { فتبارك الله أحسن الخالقين } فأنثى الله تعالى على نفسه بما هو أهله أي تعاظم أحسن الصانعين، إذ لا خالق إلا هو ويطلق لفظ الخلق على الصناعة فحسن التعبير بلفظ أحسن الخالقين.

وقوله تعالى: { ثم إنكم بعد ذلك لميتون } أي بعد خلقنا لكم تعيشون المدة التي حددناها لكم ثم تموتون، { ثم إنكم يوم القيامة بتعثون } أحياء للحساب والجزاء لتحيوا حياة أبدية لا يعقبها موت ولا فناء ولا بلاء.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- بيان مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته.

2- بيان خلق الإنسان والأطوار التي يمر بها.

3- بيان مآل الإنسان بعد خلقه.

4- تقرير عقيدة البعث والجزاء التي أنكرهاالملاحدة والمشركون.

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ } * { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } * { فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ } * { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }

شرح الكلمات:

{ سبع طرائق } : أي سبع سموات كل سماء يقال لها طريقة لأن بعضها مطروق فوق بعض.

{ ماء بقدر } : أي بمقدار معين لا يزيد ولا ينقص.

{ من طور سيناء } : جبل يقال له جبل طور سيناء.

{ تنبت بالدهن } : أي تنبت بثمر فيه الدهن وهو الزيت.

{ وصبغ للآكلين } : أي يغمس الآكل فيه اللقمة ويأكلها.

{ في الأتعام لعبرة } : الأنعام الإبل والبقر والغنم والعبرة فيها تحصل لمن تأمل خلقها ومنافعها.

{ مما في بطونها } : أي من اللبن.

{ منافع كثيرة } : كالوبر والصوف واللبن والركوب.

{ ومنها تأكلون } : أي من لحومها.

{ تحملون } : أي تركبون الإبل في البر وتركبون السفن في البحر.

معنى الآيات:

ما زال السياق في ذكر نعمه تعالى على الإنسان لعل هذا الإنسان يذكر فيشكر فقال تعالى: { ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق } أي سموات سماء فوق سماء أي طريقة فوق طريقة وطبقاً فوق طبق وقوله تعالى: { وما كنا عن الخلق غافلين } أي ولم نكن غافلين عن خلقنا وبذلك انتظم الكون والحياة، وإلا لخرب كل شيىء وفسد وقوله تعالى: { وأنزلنا من السماء ما ءً بقدر } هو ماء المطر أي بكميات على قدر الحاجة وقوله { فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون * فأنشأنا لكم به جنات } أي أوجدنا لكم به بساتين من نخيل وأعناب { لكم فيها } أي في تلك البساتين { فواكه كثيرة، ومنها تأكلون } أي ومن تلك الفواكه تأكلون وذكر النخيل والعنب دون غيرهما لودودهما بين العرب فهم يعرفونهما أكثر من غيرهما فالنخيل بالمدينة والعنب بالطائف.

وقوله: { وشجرة تخرج من طور سيناء } أي وأنتب لكم به شجرة الزيتون وهي { تنبت بالدهن وصبغ للآكلين } فبزيتها يدهن ويؤتدم فتصبغ اللقمة به وتؤكل. وقوله: { وإن لكم في الأنعام لعبرة } فتأملوها في خلقها وحياتها ومنافعها تعبرون بها إلى الإيمان والتوحيد والطاعة. وقوله: { نسقيكم مما في بطونها } من ألبان تخرج من بين فرث ودم، وقوله: { ولكن فيها منافع كثيرة } كصوفها ووبرها ولبنها وأكل لحومها. وقوله: { وعليها وعلى الفلك تحملون } وعلى بعضها كالإبل تحملون في البر وعلى السفن في البحر، أفلا تشكرون لله هذه النعم فتذكروه وتشكروه أليست هذه النعم موجبة لشكر المنعم بها فيُعبد وبوحد في عبادته؟.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- لبيان قدرة الله تعالى وعظمته في خلق السموات طرائق وعدم غفلته عن سائر خلقه فسار كل شيء لما خلق له فثبت الكون وانتظمت الحياة.

2- بيان إفضال الله تعالى في إنزال الماء بقدر وإسكانه في الأرض وعدم إذهابه مما يوجب الشكر لله تعالى على عباده.

3- بيان منافع الزيت حيث هو للدهن والائتدام والإستصباح.

4- فضل الله على العباد في خلق الأنعام والسفن للانتفاع بالأنعام في جوانب كثيرة منها، وفي السفن للركوب عليها وحمل السلع والبضائع من إقليم إلى إقليم.

5- وجوب شكر الله تعالى على انعامه وذلك بالإيمان به وعبادته وتوحيده فيها.

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }

شرح الكلمات:

{ اعبدوا الله } : أي وحدوه بالعبادة إذ ليس لكم من إله غيره.

{ افلا تعقلون } : أي أتعبدون معه غيره فغلا تخافون غضبه وعقابه.

{ الملأ } : أي أعيان البلاد وكبراء القوم.

{ ما هذا إلا بشر مثلكم } : أي مانوح إلا بشر مثلكم فكيف تطيعونه بقبول ما يدعوكم إليه.

{ ولو شاء الله لأنزل ملائكة } : أي لو شاء الله إرسال رسول لأنزل ملائكة رسلا.

{ رجل به جنة } : أي مصاب بمس من جنون.

{ فتربصوا به حتى حين } : أي فلا تسمعوا له ولا تطيعوه وانتظروا به هلاكه أو شفاءه.

معنى الآيات:

هذا السياق بداية عدة قصص ذكرت على إثر قصة بدأ خلق الإنسان الأول آدم عليه السلام فقال تعالى: { ولقد أرسلنا نوحاً } أي قبلك يا رسولنا فكذبوه. كما كذبك قومك وإليك قصته إذ قال يا قوم ابعدوا الله أي وحدوه في العبادة، ولا تعبدوا معه غيره { مالكم من إله غيره } أي إذ ليس لكم من إله غيره يتسحق عبادتكم. وقوله: { أفلا تتقون } أي أتعبدون معه غيره أفلا تخافون غضبه عليكم ثم عقابه لكم؟.

فأجابه قومه المشركون بما أخبر تعالى به عنهم في قوله: { فقال الملأ الذين كفروا من قومه } أي فرد عليه قوله أشرافهم وأهل الحل والعقد فيهم من أغنياء وأعيان ممن كفروا من قومه { ما هذا } أي نوح { إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم } أي يسود ويشرف فادعى أنه رسول الله إليكم { ولو شاء الله } أي أن لا نعبد معه سواه { لأنزل ملائكة } تخبرنا بذلك { ما سمعنا بهذا } أي بالذي جاء به نوح ودعا إليه من ترك عبادة آلهتنا { في آبائنا الأولين } أي لم يقل به أحد من أجدادنا السابقين { إن هو إلا رجل به جنة } أي ما نوح إلا رجل به مس من جنون، وإلا لما قال هذا الذي يقول من تسفيهنا وتسفيه آبائنا { فتربصوا به حتى حين } أي انتظروا به أجله حتى يموت، ولا تتركوا دينكم لأجله وهنا وبعد قرون طويلة بلغت ألف سنة إلا خمسين شكا نوح إلى ربه وطلب النصر منه فقال ما أخبر تعالى به عنه { قال ربّ انصرني بما كذبون } أي أهلكهم بسبب تكذيبهم إياي وانصرني عليهم.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- إثبات النبوة المحمدية بذكر أخبار الغيب التي لا تعلم إلا من طريق الوحي.

2- تقرير التوحيد بذكر دعوة الرسل أقوامهم إليه.

3- بيان سنة نم سنن البشر وهي أن دعوة الحق أول من يردها الكبراء من أهل الكفر.

4- بيان كيف يرد لاالمون دعوة الحق بإتهام الدعاة بما هم براء منه كالجنون وغيره من الاتهامات كالعمالة لفلان والتملق لفلان..

{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } * { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } * { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }

شرح الكلمات:

{ فأوحينا إليه أن اصنع } : أي أعلمناه بطريق سريع خفي أي اصنع الفلك.

{ بأعيننا ووحيينا } : أي بمرأى منا ومنظر، وبتعليمنا إياك صنعها.

{ وفار التنور } : تنور الخباز فاز منه الماء آيية بداية الطوفان.

{ فاسلك فيها } : أي أدخل في السفينة.

{ وأهلك } : أولادك ونساءك.

{ ولا تخاطبنى في الذين ظلموا } : أي لا تكلمني في شأن الظالمين فإني حكمت بإغراقهم.

{ وقل رب } : أي وادعني قائلاً يا رب أنزلني منزلاَ مباركاَ من الأرض.

{ إن في ذلك لآيات } : أى لدلائل وعبر.

{ وإن كنا لمبتلين } : أي لمختبرين.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر قصة نوح عليه السلام مع قومه فقد جاء في الآيات السابقة أن نوحاَ عليه السلام دعا ربه مستنصراً إياه لينصره على قومه الذين كذبوه قائلاً:
{ رب انصرني بما كذبوا }
فاستجاب الله تعالى دعاءه فأوحى إليه أي أعلمه بطريق الوحي الخاص { أن أصنع الفلك } أي السفينة { بأعيننا ووحينا } أي بمرأى منا ومنظر وبتعليمنا إياك وجعل له علامة على بداية هلاك القوم أن يفور التنور تنور طبخ الخبز بالماء وأمره إذا راى تلك العلامة أن يدخل في السفينة من كل زوج أي ذكر وأنثى اثنين من سائر الحيوانات التي أمكنه ذلك منه وأن يركب فهيا أيضاً أهله من زوجة وولد إلا من قضى الله بهلاكه ونهاه أن يكلمه في شأن الظالمين لأنهم مغرقون قطعاَ. هذا ما تضمنته الآية الأولى (27) { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا } أي بإهلاك الظالمين المشركين { وفار التنور، فاسلك فيها } أي في السفينة { من كل زوجين اثنين، وأهلك } أي أزواجك وأولادك { إلا من سبق عليه القول منهم } أَي بإهلاكهم كامرأته، { ولا تخاطبين في الذين ظلموا } أي لا تسألني عنهم فإني مهلكهم.

وقوله تعالى: { فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك } أي إذا ركبت واستقررْت على متن السفينة أنت ومن معك من المؤمنين فاحمدنا فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وادعنا ضارعاً إلينا قائلاً { رب أنزلني منزلاً مباركاً } أي من الأرض، وَأثْن علينا خيراً فقل { وأنت خير المنزلين } وقوله تعالى: { إن في ذلك لآيات } أي المذكور من قصة نوح لدلائل على قدرة الله تعلمه ورحمته وحكمته ووجوب الإيمان به وتوحيده في عبادته. وقوله: { وإن كنا لمبتلين } أي مختبرين عبادنا بالخير والشر ليرى الكافر من المؤمن، والمطيع من العاصي ويتم الجزاء حسب ذلك بإظهار للعدالة الإلهية والرحمة الربانية.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- إثبات الوحي الإلهي وتقرير النبوة المحمدية.

2- تقرير حادثة الطوفان المروفة لدى المؤرخين.

3- بيان عاقبة الظلم وأنه هلاك للظالمين.

4- سنية قول بسم الله والحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون عند ركوب الدابة أو السفينة ونحوها كالسيارة والطيارة.

5- استحباب الدعاء وسؤال الله تعالى ما العبد في حاجة إليه من خير الدنيا.

6- بيان سر ذكر قصة نوح وهو ما فيها من العظات والعبر.

{ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } * { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } * { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } * { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } * { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ }

شرح الكلمات:

{ ثم أنشأنا من بعدهم قَرْناً آخرين } : أي خلقنا من بعد قوم نوح الهالكين قوماً آخرين هم عاد قوم هود.

{ رسولاً منهم } : هو هود عليه السلام.

{ أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } : أي قولوا لا إله إلا الله فاعبدوا الله وحده.

{ وأترفناهم } : أي أنعمنا عليهم بالمال وسعة العيش.

{ أنكم مخرجون } : أي أحياء من قبوركم بعد موتكم.

{ هيهات هيهات } : أي بَعُدَ بُعْداً كبيراً وقوعُ ما يعدكم.

{ إن هي إلا حياتنا الدنيا } : أي ما هي إلا حياتنا الدنيا وليس وراءها حياة أخرى.

{ إن هو إلا رجل } : أي ما هو إلا رجلٌ افترى على الله كذباً أي كذب على الله تعالى.

معنى الآيات:

هذه بداية قصة هود عليه السلام بعد قصة نوح عليه السلام أيضاً فقال تعالى: { ثم أنشأنا من بعدهم } أي خلقنا وأوجدنا من بعد قوم نوح الهالكين قوماً آخرين هم عاد قوم هود { فأرسلنا فيهم رسولاَ منهم } هو هود عليه السلام بأن قال لهم: { أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } أي اعبدوا الله بطاعته وإفراده بالعبادة إذا لا يوجد لكم إله غير الله تصح عبادته إذ الخالق لكم الرازق الله وحده فغيره لا يستحق العبادة بحال من الأحوال وقوله: { أفلا تتقون } يحثهم على الخوف من الله ويأمرهم به قبل أن تنزل بهم عقوبته.

وقوله تعالى: { وقال الملأ من قومه الذين كفروا } أي وقال أعيان البلاد وأشرافها من قوم هود ممن كفروا بالله ورسوله وكذبوا بالبعث والجزاء في الدار الآخرة وقد أترفهم الله تعالى: بالمال وسعة الرزق فأسرفوا في الملاذ والشهوات: قالوا: وماذا قالوا؟:

قالوا ما أخبرنا تعالى به عنهم بقوله: { ما هذا إلا بشر مثلكم } أي ما هذا الرسول إلا بشر مثلكم { يأكل مما تأكلون منه } من أنواع الطعام { ويشرب مما تشربون } من ألوان الشراب أي فلا فرق بينكم وبينه فكيف ترضون بسيادته عليكم يأمركم وينهاهم. وقالوا: { ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون } أي خاسرون حياتكم ومكانتكم، وقالوا: { أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً } أي فنيتم وصرتم تراباً { أنكم مُخْرِجون } أي أحياء من قبوركم. وقالوا: { هيهات هيهات } أي بَعُد بُعْداً كبيراً ما يعدكم به هود إنهاما { هي إلا حياتنا الدنيا } أي { نموت ونحيا } جبل يموت وجيل يحيا { وما نحن بمبعوثين } وقالوا: { إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً } أي اختلق الكذب على الله وقال عنه أنه يبعثكم ويحاسبكم ويجزيكم بكسبكم. { وقالوا ما نحن بمبعوثين } هذه مقالتهم ذكرها تعالى عنهم وهي مصرحة بكفرهم وتكذيبهم وإلحادهم وما سيقوله هود عليه السلام سيأتي في الآيات بعد.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- بيان سنة الله تعالى في إرسال الرسل، وما تبتدىء به دعوتهم وهو لا إله إلا الله.

2- أهل الكفر لا يصدر عنهم إلا ما هو شر وباطل لفساد قلوبهم.

3- الترف يسبب كثيراً من المفاسد والشرور، ولهذا يجب أن يُحذَرْ بالاقتصاد.

4- تقرير عقيدة البعث والجزاء وإثباتها وهي ما ينكره الملاحدة هروباً من الاستقامة.

5- تُكأة عامة المشتركين وهي كيف يكون الرسول رجلاَ من البشر، دفعاً للحق وعدم قبوله.

{ قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } * { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } * { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }

شرح الكلمات:

{ عما قليل } : أي عن قليل من الزمن.

{ ليصبحن نادمين } : ليصيرن نادمين على كفرهم وتكذيبهم.

{ فأخذتهم الصيحة } : أي صيحة العذاب والهلاك.

{ فجعلناهم غثاء } : كغثاء السيل وهو ما يجمعه الوادي من العيدان والنبات اليابس. { فبعداً } : أي هلاكاً لهم.

{ ثم أنشأنا } : أي أوجدنا من بعدهم أهل قرون آخرين كقوم صالح وإبراهيم. ولوط وشعيب.

{ تترا } :أي يتبع بعضها بعضاً الواحدة عقب الأخرى.

{ وجعلناهم أحاديث } : أي أهلكناهم وتركناهم قصصاً تقص وأخباراً تتناقل.

معنى الآيات:

هذا ما قال هود عليه السلام بعد الذي ذكر تعالى من أقوال قومه الكافرين { قال رب } أي يا رب { انصرني بما كذبون } أي بسبب تكذيبهم لي وردهم دعوتي وإصرارهم على الكفر بك وعبادة غيرك فأجابه الرب تبارك وتعالى بقوله: { عما قليل ليصبحن نادمين } أي بعد قليل من الوقت وعزتنا وجلالنا ليصبحن نادمين أي ليصيرن نادمين على كفرهم بي وإشراكهم في عبادتي وتكذيبهم إياك ولم يمض إلا قليل زمن حتى أخذتهم الصيحة صيحة الهلاك ضمن ريح صرصر في أيام نحسات فإذا هم غثاء كغثاء السبيل لا حياة فيهم ولا فائدة ترجى منهم { فبعداً للقوم الظالمين } أي هلاكاً للظالمين بالشرك والتكذيب والمعاصي وقوله تعالى: { ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين } أي ثم أوجدنا بعد إهلاكنا عاداً أهل قرون آخرين كقوم صالح وقوم إبراهيم وقوم لوط وقوم شعيب. وقوله تعالى: { وما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون } أي أن كل أمة حكمنا بهلاكها لا يمكنها أن تسبق أجلها أي وقتها المحدود لها فتتقدمه كما لا يمكنها أن تتأخر عنه بحال.

وقوله تعالى: { ثم أرسلنا رسلنا تترا } أي يتبع بعضها بعضاً { كلما جاء أمة رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم بعضاً } أي في الهلاك فكلما كذبت أمة روسلها ورفضت التوبة إلى الله والإنابة إليه أهلكها،وقوله تعالى { وجعلناهم أحاديث } أي لمن بعدهم يذكرون أحوالهم ويروون أخبارهم { فبعداً } أي هلاكاً منا { لقوم لا يؤمنون } في هذا تهديد قوي لقريش المصرة على الشرك والتكذيب والعناد. وقد مضت فيهم سنة الله فأهلك المجرمين منها.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- استجابة الله دعوة المظلومين من عباده لا سيما إن كانوا عبادنا صالحين.

2- الآجال للأفراد أو الأمم لا تتقدم ولا تتأخر سنة من سنن الله تعالى في خلقه.

3- تقرير حقيقة تاريخية علمية وهي أن الأمم السابقة كلها هلكت بتكذيبها وكفرها ولم ينج منها عند نزول العذاب بها إلا المؤمنون مع رسولهم.

4- كرامة هذه الأمة المحمدية أن الله تعالى لا يهلكها هلاكاً عاماَ بل تبقى بقاء الحياة تقوم بها الحجة لله تعالى على الأمم والشعوب المعاصرة لها طيلة الحياة.

{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } * { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } * { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }

شرح الكلمات:

{ بآياتنا وسلطان مبين } : الآيات هي التسع الآيات وهي الحدة والسلطان المبين.

{ وكانوا قوماً عالين } : أي علوا أهل تلك البلاد قهراً واستبداداً وتحكماً.

{ وقومهما لنا عابدون } : أي مطيعون ذليلون نستخدمهم فيما نشاء وكيف نشاء.

{ ولقد آتينا موسى الكتاب } : أي التوراة.

{ وجعلنا ابن مريم } : أي عيسى حجة وبرهاناً على وجود الله وقدرته وعلمه ووجوب توحيده.

{ إلى ربوة ذات فرار معين } : إلى مكان مرتفع ذي استقرار وفيه ماء جار عذب وفواكه وخضر.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر نبذ من قصص الأولين للعظة والاعتبار، ولإقامة الحجة على مشركي قريش فقال تعالى: { ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين } أي بعد تلك الأمم الخالية أرسلنا موسى بن عمران وأخاه هارون بسلطان مبين أي بحجج وبراهين بينة دالة على صدق موسى وما يدعو إليه من عبادة الله وتوحيده فيها والخروج بيني إسرائيل إلى الأرض المباركة أرض الشام إلى فرعون ملك مصر يومئذ وملئه من أشراف قومه وعليتهم فاستكبروا عن قبول دعوة الحق وكانوا عالين على أهل تلك البلاد فاهرين لها مستبدين بها وقالوا رداً على دعوة موسى وهارون ما أخبر تعالى به في قوله: { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون } أي خاضعون مطيعون. هكذا أعلنوا متعجبين من دعوة موسى وهارون إلى الإيمان برسالتهما فقالوا: أنؤمن لبشر من مثلنا أي كيف يكون هذا أنتبع رجلين مثلنا فنصبح نأتمر بأمرهما وننتهي بنهيمهما وكيف يتم ذلك وقومهما يعنون بني إسرائيل لنا عابدون. أي خاضعون لنا ومطيعون لأمرنا ونهينا. قال تعالى: { فكذبوهما } ، فيما دعواهما إليه من الإيمان والتوحيد وإرسال بني إسرائيل إلى أرض الميعاد فترتب على تكذيبهم لرسولي الله موسى وهارون هلاكهم فكانوا من المهلكين حيث أغرقهم الله أجمعين، وقوله تعالى: { ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون } ، ويخبر تعالى أنه بعد إهلاك فرعون ونجاة بني غسرائيل آتى موسى التوراة من أجل هداية بني إسرائيل عليها لأنها تحمل النور والهدى. هذه أيدى الله على خلقه وآياته فيهم فسبحانه من إله عزيز رحيم.

وقوله تعالى: { وجعلنا ابن مريم وأمه } أي جعل عيسى ووالدته مريم { آية } حيث ونجاة بني إسرائيل آتى موسى التوراة من أجل هداية بني إسرائيل عليها لأنها تحمل النور والهدى. هذه أيادي الله علىخلقه وآياته فيهم فسبحانه من إله عزيز رحيم. وقوله تعالى: { وجعلنا ابن مريم وأمه } أي جعل عيسى ووالدته مريم { آية } حيث خلق عيسى من غير أب فهي آية دالة على قدرة الله وعلمه ورحمته وحكمته وهذه موجبة الإيمان به عبادته وتوحيده والتوكل عليه والإنابة والتوبة إليه.قوله تعالى: { وآويناهما إلى ربوة ذات قرار وَ معين } أي أنزلنا مريم وولدها بعد اضطهاد اليهود لهما ربوة عالية صالحة للإستقرار عليها بها فاكهة وماء عذب جار إكرام الله تعالى له ولوالدته فسبحان المنعم على عباده المكرم لأوليائه.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير نبوة كل من موسى وأخيه هارون عليهما السلام.

2- التنديد بالإستكبار، وأنه علة مانعة من قبول الحق.

3- مظاهر قدرة الله وعلمه ورحمته في إرسال الرسل بالآيات وفي إهلاك المكذبين.

4- آية ولادة عيسى من غير أب مقررة قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، وبعث الناس من قبورهم للحساب والجزاء.

{ يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } * { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } * { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } * { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } * { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ }

شرح الكلمات:

{ كلوا من الطيبات } : أي من الحلال.

{ واعلموها صالحاًَ } : أي بأداء الفرائض وكثير من النوافل.

{ وإن هذه أمتكم } : أي ملتكم الإسلامية.

{ فاتقون } : أي بامتثال أمري واجتناب نهيي.

{ فتقطعوا أمرهم } : أي اختلفوا في دينهم فأصبحوا طوائف هذه يهودية وتلك نصرانية.

{ في غمرتهم } : أي في ضلالتهم.

{ نسارع لهم } : أي نعجل.

{ بل لا يشعرون } : أن ذلك استدراج منا لهم.

معنى الكلمات:

بعد أن أكرم الله تعالى عيسى ووالدته بما أكرمهما به من إيوائهما إلى ربوة ذات قرار ومعين خاطب عيسى عبده ورسوله قائلاً: { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات } أي الحلال فكان عيسى عليه السلام يأكل من غزل أمه إذا كانت تغزل الصوف بأجرة فكانا يأكلان من ذلك أكلا من الطيب كما أمرهما الله تعالى وقوله: { واعملوا صالحاًَ } كلوا من الحلال واعملوا صالحاً بأداء الفرائض والإكثار من النوافل، وقوله: { إني بما تعملون عليم } فيه وعد بأن الله تعالى سيثيبهم على ما يعلمون من الصالحات. وقوله: { وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون } أعلمهم أن ملتهم وهي الدين الإسلامي دين واحد فلا ينبغي الاختلاف فيه واعلمهم أيضاً أنه ربهم أي مالك أمرهم والحاكم عليهم فليبتغوه بفعل ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، لينجوا من عذابه ويظفروا برحمته ودخول جنته.

وقوله تعالى: { فتقطعوا أمرهم بينهم } أي دينهم { زبراً كل حزب بما لديهم فرحون } أي فرقوا دينهم فرقاً فذهب كل فرقة بقطعة منه وقسموا الكتاب إلى كتب فهذه يهودية وهذه نصرانية واليهودية فرق والنصرانية فرق والإنجيل أصبح أناجيل متعددة وصارت كل جماعة فرحة بما عندها مسرورة به لا ترى الحق إلاَّ فيه.. { كل حزب بما لديهم فرحون } وهنا أمر الله رسوله أن يتركهم في غمرة ضلالتهم إلى حين أن ينزل بهم ما قضى به الرب تعالى على أهل الاختلاف في دينه { فذرهم في غمرتهم حتى حين } إذ قال له في سورة الأنعام
{ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيىء }
وفيه من التهديد ما فيه. وهذا الذي نعاه تعالى على تلك الأمم قد وقعت فيه أمة الإسلام فاختلفوا في دينهم مذاهب وطرقاً عديدة، وياللأسف وقد حلت بهم المحن ونزل بهم البلاء نتيجة ذلك الخلاف. وقوله: { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين } مع اختلافهم وانحرافهم مسارعة لهم منا في الخيرات لا بل ذلك استدراج لهم ليهلكوا ولكنهم لا يشعرون بذلك. لشدة غفلتهم واستيلاء غمرة الضلالة عليهم.

هداية الآيات.

من هداية الآيات:

1- وجوب الأكل من الحلال، ووجوب الشكر بالطاعة لله ورسوله.

2- الإسلام دين البشرية جمعاء ولا يحل الاختلاف فيه بل يجب التمسك به وترك ما سواه.

3- حرمة الاختلاف في الدين وأنه سبب الكوارث والفتن والمحن.

4- إذا انحرفت الأمة عن دين الله، ثم رزقت المال وسعة العيش كان ذلك استدراجاً لها، ولم يكن إكراماَ من الله لها دالاَ على رضى ربها عنها بل ما هو إلا فتنة ليس غير.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

شرح الكلمات:

{ مشفقون } : أي خائفون.

{ لا يشركون } : أي بعبادته أحداً.

{ يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } : أي خائفون أن لا يقبل منهم ذلك.

{ أنهم إلى ربهم راجعون } : أي لأنهم إلى ربهم راجعون فيحاسبهم ويسألهم ويجزيهم.

{ وهم لها سابقون } : أي بإذن الله وفي علمه.

{ ولا نكلف نفساً إلاَّ وسعها } : إلا طاقتها وما تقدر عليه.

{ ولدينا كتاب ينطق بالحق } : وهو ما كتبه الكرام الكاتبون فإنه ناطق بالحق.

{ وهم لا يظلمون } : أي بنقض حسنة من حسناتهم ولا بزيادة سيئة على سيآتهم.

معنى الآيات:

لما ذكر تعالى حال الذين فرقوا الذين فرقوا دينهم فذهبت كل فرقة منهم بكتاب ومذهب ولقب ونعى عليهم ذلك التفرق وأمر رسوله أن يتركهم في غمرة خلافاتهم ويدعهم إلى حين يلقون جزاءهم عاجلاً أو آجلاً: أثنى تبارك وتعالى على عباده المؤمنين من أهل الخشية، فقال وقوله الحق: { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون } أي من عذابه خائفون من الوقوف بين يديه فهذه صفة لهم وآخرى { والذين هم بآيات ربهم يؤمنون } أي بحجج الله تعالى التي تضمنتها آياته يؤمنون أي يوقنون وثالثة: { والذين هم ***هم لا يشركون } أى في ذاته ولا صفاته ولاعباداته فيعبدونه بما شرع لهم موحدينه في ذلك ورابعة: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون }. أي يؤتون الزكاة وسائر الحقوق والواجبات وقلوبهم خائفة من ربهم أن يكونوا قد قصروا فيما أوجب عليهم وخائفة أن لا يقبل منهم عملهم، وذلك ناجم لهم من قوة إيمانهم برجوعهم إلى ربهم ووقوفهم بين يديه ومساءلته لهم: لم قدمت؟ لم أخرت؟ وقوله تعالى: { أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } في هذا بشرى لهم إذ أخبر تعالى أنهم يسارعون في الخيرات، وأنهم سبق ذلك لهم في الأزل فهنيئاً لهم. وقوله تعالى: { ولا نكلف نفساً إلا وسعها } فيه قبول عذر من بذل جهده في المسارعة في الخيرات ولم يلحق بغيره أعذره ربه فإنه لا خوف عليه ما دام قد بذلك جهده إذ هو تعالى { لا يكلف نفساً إلا وسعها } أي طاقتها وما يتسع له جهده.

وقوله: { ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون } فيه وعدٌ لأولئك المسارعين بالخيرات بأنَّ أعمالهم مكتوبة لهم في كتاب ينطق بالحق لا يخفى حسنة من حسناتهم ويستوفونها كاملة وفيه وعيد لأهل الشرك واللمعاصي بأنَّ أعمالهم محصاة عليهم قد ضمها كتاب صادق وسوف يجزون بها وهم لا يظلمون فلا تكتب عليهم سيئة لم يعملوها قط ولا يجزون إلاَّ بما كانا يكسبون.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1- فضيلة الخشية والإيمان والتوحيد والتواضع والمراقبة لله تعالى.

2- بشرى الله تعالى لأهل الإيمان والتقوى.

3- تقرير قاعدة رفع الحرج في الدين.

4- تقرير كتابة أعمال العباد وإحصاء أعمالهم ومجازاتهم العادلة.

{ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } * { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } * { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } * { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ } * { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }

شرح الكلمات:

{ في غمرة من هذا } : أي جهالة من القرآن وعمى.

{ ولهم أعمال من دون ذلك } : أي من دون أعمال المؤمنين التي هي الخشية والإيمان بالآيات والتوحيد والمراقبة.

{ هم لها عاملون } : أي سيعملونها لتكون سبب نهايتهم حيث يأخذهم الله تعالى بها.

{ إذا هم يجأرون } : أي يصرخون بأعلى أصواتهم ضاجينّ مستغيثين ممَّا حلَّ تعالى بهم.

{ تنكصون } : أي ترجعون على أعقابكم كراهة سماعة القرآن.

{ مستكبرين به } : أي بالحرم أي كانوا يقولون: لا يظهر علينا فيه أحد لأنّا أهل الحرم.

{ سامراَ تهجرون } : اي تسمرون بالحرم ليلاَ هاجرين الحق وسماعه على قراءة فتح التاء وعلى قراءة ضمها تهجرون أي تقولوا الهجر من القول كالفحش والقبح.

{ رسولهم } : أي محمداً صلى الله عليه وسلم.

{ به جنّة } : أي مجنون.

معنى الآيات: { بل قلوبهم في غمرة من هذا } أي ليس الأمر كما يحسب هؤلاء المشركون أنّا نمدهم بالمال مسارعة منا لهم في الخيرات لرضانا عنهم لا بل إن قلوبهم في غمرة وعمى من القرآن { ولهم أعمال من دون ذلك } أي دون عمل المؤمنين { هم لها عاملون } حتى تنتهي بمترفيهم إلى هلاكهم ودمارهم وقوله تعالى: { حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون } أي استمرت الأعمال الشركية الإِجرامية حتى أخذ الله تعالى مترفيهم في بدر بعذاب القتل والأسر { إذا هم يجأرون } يضجون بالصراخ مستغيثين، والله تعالى يقول لهم: { لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون } وذكر تعالى لهم ما كانوا عليه من التكذيب والاستكبار وقول الهجر موبخاً إياهم { قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون } هروباً من سماعها حال كونكم { مستكبرين به } أي بالحرم زاعمين أنكم أهل الحرم، وأن أحداَ لا يظهر عليكم فيه لأنكم أهله وقوله: { سامراَ تهجرون } أي تسمرون بالليل تهجرون بذلك سماع الحق ودعوة الحق التي تُتلى بها عليكم آيات الله. وقد قرىء تُهجرون بضم التاء وكسر الجيم أي تقولن أنثاء سمركم في الليل الهجر من القول كالكفر وقول الفحش وما لا خير فيه من الكلام، وكانوا كذلك.

وقوله تعالى: { أفلم يدبروا القول } الذي يسمعونه من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيعرفوا أنه حق وخير وأنه فيه صلاحهم { أم جاءهم } من الدين والشرع { ما لم يأت أباءهم الأولين } فقد جاءت رسل ونزلت كتب وهم يعرفون ذلك. أم لم يعرفوا رسولهم محمداً صلى الله عليه وسلم فهم له منكرون إنهم يعرفونه بصدقه وطهارته وكماله منذ نشأته وصباه إلى يوم أن دعاهم إلى الله { أم يقولون به جنّة } أي جنون وأين الجنون من رجل ينطق بالحكمة ويعمل بها ويدعو إليها { بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون } ، وهذا هو سرًُّ إعراضهم واستكبارهم - إنه كراهيتهم للحق لطول ما ألفوا الباطل وعاشوا عليه، وهذه سنة البشر في كل زمان ومكان.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- غمرة الجهل والتعصب وعمى التقليد هي سبب إعراض الناس عن الحق ومعارضتهم له.

2- لا تنفع التوبة عند معاينة العذاب أو نزوله.

3- بيان الذنوب التي أخذ بها مترفو مكة ببدر وهي هروبهم من سماع القرآن ونكوصهم عند سماعه على أعقابهم حتى لا يسمعوه واستكبارهم بالحرم واعتزارهم به جهلاً وضلالا واجتماعهم في الليالي الطوال يسمرون على اللهو وقول الباطل هاجرين سماع القرآن وما يدعو إليه من هدى وخير.

{ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } * { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }

شرح الكلمات:

{ لو اتبع الحق أهواءهم } : أي ما يهوونه ويشتهونه.

{ أتينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمري ما تمنيت شي
المشرف العام للموقع
المشرف العام للموقع
عمري ما تمنيت شي


أحترام القوانين : تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Full1010
ذكر
عضـِـوْيُتـً?• : 65
مشآرڪآتي• : 8682
مْـوَـآضْـيَـع?• : 4377
بُـلاآآدٍيـ?• : تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Lb10

تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري   تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري I_icon_minitime24/5/2011, 2:15 pm

يسلموو خيوو ع الطرح الروعه

ويعطيك العافيه

تقبلني



التوقيع الخاص بلعضو




تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري 510

قلبي لك يا من ملكت كل القلوب ...
وعهدي لك أني سأبقى رفيق الدروب .... فكن صبورا
.. فقلبي لا يقوى الحروب ..
وكن بي حنونا فحبي لك ..
شمس تأبى الغروب .
بعد ما ذاب السكوت , صاح فيني ألف صوت ..


تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري 1310

تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري TNQ06624
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سوؤة المؤمنين من كتاب ايسر التفاسير للجزائري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب ايسر التفاسير لكلام العلى القدير للشيخ ابو بكر الجزائرى
» نشيدة ام المؤمنين عائشة
» تفسير سورة المؤمنون
» أهمية وأسباب بحث أمهات المؤمنين
» تواقيع و صور رمزيه للفاع عن السيده عائشه ام المؤمنين ...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مرهف الاحساس للتصميم ... ملتقى المصممين المبدعين :: °•.?.•° الاقسام العامه °•.?.•° :: ۩ حـــيــاتــــنــــا الدينية ۩ :: قسم القران الكريم وعلومه-
انتقل الى: