مشروع جسر مصر السعودية البري
عبر خبير مصري في الشئون الإسرائيلية عن اعتقاده بوجود شيء مفقود في الخبر الذي نشرته (الأهرام) عن البدء في إنشاء جسر يربط السعودية بمنطقة شرم الشيخ المصرية .. قبل أن ينفيه الرئيس / حسني مبارك في تصريحات مؤخرا .
وقال د . عماد جاد - رئيس (مجلة مختارات إسرائيلية) في (مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) - : " إن إنشاء الجسر شأن مصري - سعودي لا يحتاج لموافقة دولة ثالثة (في إشارة إلى إسرائيل) ، لكنه ربما لا يكون ملائما للبيئة الدولية الحالية " .
وأضاف : " إن المشروع لا يحتاج لتعديل في بنود اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية ، لكن الطريقة التي نشر بها خبر الجسر دون أي إشارة إلى وضع حجر الأساس من الجهة المصرية أيضا يثير علامة استفهام حول مدى صحته ، ويؤكد ما أعلنه الرئيس مبارك بأنه لا يعلم عنه شيئا " .
وتابع د. جاد : " إن مسألة مد جسر بين شرق السعودية - مرورا بمضايق تيران إلى أن يصل إلى شرم الشيخ مشروع إقليمي عملاق .. يؤدي إلى اتصال بري مباشر بين مصر والسعودية ، وليس مجرد مشروع لتسهيل الانتقال أو لتشجيع التجارة ، وإنما له أبعاد استراتيجية " .
وأوضح : " إن المشروع مبدئيا يخضع للعلاقات المباشرة بين مصر والسعودية ، وبالتالي فإنه من الناحية القانونية ليس من حق أحد الاعتراض ، لكن هناك بالتأكيد تأثير للبيئة الإقليمية ؛ فعندما طرحت إسرائيل مشروع قناة تصل بين البحر الأحمر والبحر الميت مع الأردن حدث استياء مصري ، وبالتالي فإن إسرائيل قد ترى أن هذا الجسر ربما يمثل تهديدا لها " .
وأشار د. جاد إلى أن : " (الأهرام) عندما نشرت خبرا صغيرا عن ذلك في طرف الصفحة الأولى ذكرت أن العاهل السعودي الملك / عبد الله بن عبد العزيز سيضع حجر الأساس ، دون أن يضم معه الرئيس مبارك ، ولم يتم الاحتفاء بالخبر بشكل رئيسي " .
من جهته ، قال الدكتور / حزين أحمد حزين - أستاذ هندسة الطرق والمرور بـ (كلية الهندسة - جامعة القاهرة) - : " إن فائدة كبيرة ستعود علي مصر من تنفيذ الجسر البري الذي يربطها بالسعودية " ، حسبما ورد في صحيفة (المصري اليوم) .
وأوضح الدكتور حزين : " إن إقامة الجسر ستسهم في :
- زيادة فرص الاستثمار الخليجي بشكل عام في مصر .
- وتسهيل سفر العمالة المصرية إلي دول الخليج .
- وزيادة حركة التبادل التجاري .
- فضلا عن تسهيل عملية نقل الحجاج المصريين من وإلي السعودية " .
وأوضح د. حزين : " إن الجسر سيشجع السعوديين علي إقامة صناعات مختلفة في مصر ونقل إنتاجها إلي بلادهم مثلما يفعلون مع البحرين " .
وأوضح حزين : " إن الرفض المصري لإقامة الجسر يرجع إلي الخوف على شرم الشيخ لكونها منطقة سياحية ، وربما يرجع السبب أيضا لمرور الجسر بمنطقة تعد المنفذ الوحيد لإسرائيل علي البحر الأحمر ، أو ربما يكون هناك دور في الرفض لبعض شركات الملاحة الدولية التي يضر الجسر بمصالحها " .
وقال الدكتور / رضا حجاج - خبير البنية التحتية بـ (كلية التخطيط العمراني - جامعة القاهرة) : " إن وجود هذا الجسر مهم لتحقيق الاتصال البري بين القطاعين الشرقي والغربي للعالم العربي " .
مشيرا إلي : " إن أحد أهم أسباب فشل الوحدة بين مصر وسوريا كان عدم وجود اتصال بري بينهما " .
وأوضح د. حجاج : " إن وجود الجسر البري من شأنه إيجاد رابط اقتصادي إقليمي قوي ، وهو ما يفسر استعداد السعودية لتوفير التمويل ؛ لأنها في طريقها لتغيير قوامها الاقتصادي من اقتصاد قائم علي النفط إلي اقتصاد منتج للسلع والخدمات .
ولكن المشكلة بالنسبة لمصر أن الاتفاق علي إنشاء الجسر يلزمها بإجراءات أمنية معينة في سيناء .. التي لا تحتمل إجراءات إضافية في ظل الظروف الحالية ، وهي أولي العقبات في طريق المشروع " .
تاريخ النشر: 7 2مايو 2007