ماهو الإسفنج ؟
-------------------------------------
إن الإسفنج الذي نشتريه من المحلات اليوم و نستعمله للتنظيف في المطابخ ليس
هو الإسفنج الحقيقي، فهو مصنوع من مواد كيماوية تجعله يبدو شبيها تماما
بالإسفنج الحقيقي و يعمل مثله، و يبدو أن صانعيه قد نجحوا في ذلك نجاحا
جيدا جدا.
لكن الإسفنج الحقيقي يأتي من البحر و ليس من المختبرات الكيماوية، و مر زمن
طويل لم يكن أحد يعرف فيه ماهو الإسفنج، و كان يعتقد بأنه نبات. غير أن
عالما اسمه روبرت غرانت أثبت في سنة 1825 بأن الإسفنج حيوان !
فقد راقب غرانت إسفنجا في الماء بواسطة مجهر و شاهد تيارات من المياه تدخل
في فتحات معينة و تخرج من فتحات أخرى غيرها. لكن مضت سنوات كثيرة بعد ذلك
لم يكن العلماء يعرفون خلالها نوع الحيوان الذي كان الإسفنج، و اعتقدوا
بأنه حيوان ضئيل وحيد الخلية تعيش جماعات منه في مستعمرة كبيرة.
غير أننا نعرف الآن بأن الإسفنج عبارة عن هياكل تجففت لحيوانات بحرية تنتمي
إلى فصيلة اسمها الثقبيات (الإسفنجيات) و هي فصيلة كبيرة في مملكة
الحيوان. و مع أن الإسفنج شكل من أدنى أشكال الحياة الحيوانية فإن بناءه
معقد تماما.
إن الطبقة الخارجية من النسيج الحي الذي يحيط به تتكون من خلايا مسطحة تشبه
الحراشف، و الخلايا التي تكسو قنواته لا تشبه تلك الموجودة في أي حيوان
آخر، فهى على شكل صف و ينتهي طرف كل منها بـ "سوط" طويل، يضرب الماء فيدخل
الإسفنج و يخرج منه، و بهذه الطريقة يحصل الإسفنج على الأوكسجين و على
ملايين العضويات الدقيقة التي يتغذى عليها، بينما يتخلص من فضلاته مع الماء
الخارج منه، و لهذا السبب تكون للإسفنج الطازج رائحة كريهة تحميه لأنها
تنفر الحيوانات الأخرى من أكله !
و في وسط الإسفنج توجد كتلة هلامية تتجول بداخلها خلايا ربما تقوم بهضم
الطعام و بالمساعدة في التنفس و في التخلص من الفضلات.
و للإسفنج أشكال عديدة و هو ذو ألوان زاهية في الغالب، و يستخرج الغواصون
الإسفنج من البحر، و أغلى انواع الإسفنج هو المستخرج من المياه العميقة
التي تبعد عن الشاطئ مسافة تتراوح بين 50 و 80 ميلا.