شيخ الأزهر يفتتح كنيسة في قرية مصرية
قام الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بافتتاح كنيسة الشهيدين بقرية صول مركز أطفيح بمحافظة الجيزة المصرية أمس، بحضور د. عبدالله الحسينى، وزير الأوقاف، وثيؤدوسيوس، مطران أطفيح، وقال شيخ الأزهر : «لا يعقل أو يفهم أن يكون الناس فى دين واحد أو حضارة واحدة كما تريد الأنظمة الأمريكية»، مشيرا إلى أن القرآن الكريم حدد التزاماتنا تجاه أصحاب الديانات الأخرى، ومن أهمها احترام الاختلاف، كما أكد على أن المسيحيين هم أهل مودة للمسلمين. وأكد شيخ الأزهر، أن الإسلام لا يعرف التمييز الديني، وأن آيات القرآن الكريم حفظت حقوق غير المسلمين وكفلت رعايتهم وحماية دور عبادتهم، وأن الشريعة الإسلامية تحرم المساس بها أو الانتقاص منها.
وقال شيخ الأزهر إن اختلاف الأديان والألسنة والألوان مشيئة إلهية وآية من آيات الله، لقوله تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"، مطالبا كل أتباع الأديان السماوية باحترام تلك المشيئة الإلهية، مشيئة الله في الاختلاف ، مستشهدا بقوله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، وقال إن الأقباط هم أهل مودة للمسلمين ولا يقبل أن تكون المودة بدون قبول لطقوسهم ودور عبادتهم.
وقال شيخ الأزهر إن الإسلام هو دين المحبة والسلام، وإن القرآن الكريم هو الذي تفرد بذكر كلام عيسى عليه السلام وهو صبي في المهد، ولا يجوز أن تهدم كنائسهم أو أن يعتدى على شبر منها ويحرم على المسلم الانتقاص من أرضهم المحيطة بتلك الكنائس.
جاء ذلك، خلال اللقاء الجماهيري الحاشد الذي عقده شيخ الأزهر بقرية صول ظهر اليوم السبت بحضور الدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف، ونائب قائد المنطقة المركزية العسكرية، وعدد من كبار علماء الأزهر وأئمة ودعاة الأوقاف، حيث كان أهالي قرية "صول" بمركز أطفيح على موعد مع الإمام الأكبر، الذي زار القرية للتهنئة بإعادة افتتاح كنيسة الشهيد مارمينا العجايبي بعد إعادة افتتاحها.
واحتشد الآلاف من أهالي القرية -مسلمين وأقباطا- لاستقبال شيخ الأزهر، والدكتور عبد الله الحسيني وعلماء الأزهر وأئمة ودعاة وزارة الأوقاف.. وجاءت زيارة الإمام الأكبر إلى قرية "صول" لتنهي بذلك الأحداث المؤسفة التي شهدتها قرية صول بين مسلميها وأقباطها، وتناسى الجميع خلافاتهم.
وقال شيخ الأزهر إن ما شهدته قرية "صول" هو فتيل فتنة يزكيها المتربصون بأمن واستقرار مصر، مشيرا إلى أن مصر مستهدفة من الغرب وأمريكا ودول كثيرة تدفع لزعزعة الاستقرار في كل شارع في مصر.
وطالب الدكتور أحمد الطيب، علماء الأزهر بالنهوض بدورهم وكشف مخططات الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى تفتيت العراق والسودان وليبيا ومصر والدول الإسلامية إلى كيانات صغري لمصلحة الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية على الدول الإسلامية.
من جانبه، أشاد الدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ودورهم في التعامل مع أزمة كنيسة صول بالحكمة البالغة، والتي تجسد الانتماء لهذا الوطن الذي نلتزم جميعا بالحفاظ على أمنه واستقراره، ودور رجال القوات المسلحة في إعادة بناء الكنيسة إلى صورة أفضل مما كانت عليه.. والتي جسدت مقولة "الشعب والجيش إيد واحدة".
وفي كنيسة مارمينا العجايبي كانت المحطة الأخيرة من زيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، حيث كان في استقباله أسقف عام الجيزة الأنبا ثيئودسيوس، والقس بلامون كاهن كنيسة "صول"، وتسلم شيخ الأزهر هدية كتاب الله الكريم ومثله للدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف.
وأكد الإمام الأكبر في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالكنيسة أن الإسلام لا يعرف التمييز الديني، وأن الفتنة الطائفية هي مخطط خارجي دخيل على المجتمع يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وأن عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين في عهده إلى أهل بيت المقدس حرم المساس بالكنائس ودور العبادة، وأن الشريعة الإسلامية أوجبت على المسلمين رعايتها وصيانتها وحفظ أمنها.
أما الأنبا ثيئودسيوس فاعتبر زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مناسبة لاستكمال بناء المحبة بين المصريين مسلمين وأقباطا على أرض مصر الطيبة، وتجسيدا للتعاليم الدينية الصحيحة.
كما تضمنت زيارة شيخ الأزهر لقرية صول جولة بصرح تعليمي أزهري تحت الإنشاء، والذي كان محطته الأولى في الزيارة، حيث تجول بأحد المعاهد الدينية بالقرية، وأعلن ضم المبنى إلى قطاع المعاهد الأزهرية وتخصيص 676 ألف جنيه من ميزانية الأزهر لاستكمال المبني، وعبر الدكتور أحمد الطيب عن دلالات زيارته للمعهد الديني، مؤكدا أن نشر التعليم الأزهري القائم على الوسطية والاعتدال وإبراز سماحة الإسلام، والاهتمام بالتعليم هو الضمانة الأولى للنهوض بالمجتمع ومواجهة الفتنة الطائفية والتكريس لثقافة قبول الآخر التي نادي بها الإسلام.. كما وعد أهالي القرية ببحث إنشاء كلية لأصول الدين بقرية صول.