ضبطته الهيئة بعمل سحر للزوجة الأولى
ضبط بحوزته خمسة آلاف ريال وورقة بها أرقام كتبت بأساليب السحرة
ملخص الدعوى:
حضر المدعي العام... وادعى على الحاضر المتهم ... قائلاً في دعواه عليه: إنه قبض على المذكور من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوافر معلومات لديهم عن قيامه بمزاولة أعمال السحر والكهانة فتم إرسال أحد المصادر إليه فاتصل به وأخبره أن امرأة تزوج عليها زوجها وانصرف عنها وترغب في عمل عطف يعيده إليها ويصرفه عن زوجته الثانية فاستعد وحضر إلى الرياض من محافظة جدة إلى شقة المصدر، وطلب منه إحضار فحم وجعل يحضّر الجان عن طريقه، ثم طلب من المصدر اسم الزوج واسم أمه واسم الزوجة واسم أمها واسم الزوجة الثانية واسم أمها، ثم أطفأ النور وأشعل البخور، وبدأ يستغيث و ينادي الجان بأسمائهم ويتمتم ثم أعطى المصدر قارورة بها ماء وطلب أن تغتسل المرأة مدة 21 يوماً، وقبض عليه وضُبط بحوزته المبلغ المرقّم وقدره خمسة آلاف ريال وورقة بها مربعات وأرقام كُتبت بأساليب السحرة، وورقة أخرى بها مربعات وأرقام وأسماء الجان. وبالتحقيق معه اعترف بصحة مانسب إليه ، وأسفر التحقيق عن اتهامه بما أُسند إليه للأدلة والقرائن المذكورة
1 – اعترافه المصدّق شرعاً 2 – المحضر المعدّ من الفرقة القابضة 3- ما ضبط بحوزته من قصاصات وطلاسم 4 – المبلغ المرقم المضبوط بحوزته.
وبالبحث عن سوابقه لم يعثر على سوابق مسجلة ضده، وحيث أن ما أقدم عليه المذكور فعل محرم ومعاقب عليه شرعاً و عمل من أعمال السحر فيطلب المدعي العام الحكم عليه بحد الساحر
إجابة الساحر:
أجاب ما ذكره المدعي العام غير صحيح جملة وتفصيلاً وأنا أقرأ على المرضى الآيات القرآنية، وقد قرأت على المرأة المذكورة الفاتحة والمعوذتين وقمت بوضع بخور على الجمر، وأمّا الماء الذي أعطيته للمرأة فصحيح و هو ماء مقروء فيه آيات من كتاب الله ، و أما المبلغ الذي تسلمته فهو مقابل قراءتي على المرأة وأعطاني إياه من دون شرط مني وأنا رجل مسلم محافظ على الصلوات الخمس جماعة و أتوب إلى الله دائماً وأبداً
و بسؤال المدعي العام البينة قال: اعتراف المدعى عليه المصدق شرعاً والمحضر المعدّ من الفرقة القابضة. وبالاطلاع على دفتر التحقيق وُجِد فيه اعتراف المدعى عليه المصدق شرعاً المتضمن (أنه أشعل فحماً ووضع عليه بخوراً وأنه استحضر الجن، وقرأ بعض الآيات وذكر بعض الطلاسم وطلب من الجن أن تخبره من الساحر الذي فرّق بين الزوج وزوجته، وأنه طلب منهم التمسّح وأن السحرة أحضروا له السحر وقام هو بحرقه وأنه أعطى الزوجة ماءً وطلب منها أن تغتسل به واحداً وعشرين يوماً وأنه استلم خمسة آلاف ريال، ووُجد بحوزته ورقة بها مربعات وأرقام رسمت بأساليب السحرة، وورقة أخرى بها أسماء الجان وعددهم ثمانية وعشرون اسماً وأنه يزاول تلك الأعمال منذ ثلاثا وعشرين سنة، وأنه تعلم السحر من شخص سوداني، كما أنه تنقل بين بلدان أفريقية يتعلم السحر، و هو يقوم بالاستعانة بالجن المذكورين في أعمال السحر ، و أنه يقوم بفك السحر المربوط وأنه عازم على التوبة و بعرض الاعتراف المصدق شرعا على المدعى عليه، قال: أنا رجل كبير في السن ومصاب بمرض السكر وبعد توقيفي لأيام عدة أقررت بما جاء في اعترافي المذكور خشية من زيادة المرض علي. و لم يحصل مني شيء سوى استعمال البخور.
حيثيات الحكم الشرعي حيث رجع المدعى عليه عن اعترافه المصدق شرعاً و لأنه من المقرر شرعاً درء الحدود بالشبهات، وحيث ادعى المدعى عليه قيامه بالعلاج بالآيات القرآنية وأقر باستخدامه للبخور وأنكر ما عدا ذلك، ولأن التهمة القوية تبقى بحقه قائمة، ولما قرره أهل العلم في هذا الباب من أنه ينبغي تعزير من يصدر منه هذه الأشياء تعزيراً بليغاً لارتكابه معصية عظيمة وليكف شره وشر من مثله، ونظراً لعدم وجود سوابق على المدعى عليه ولأن الأصل في المسلم عصمة الدم وألا يصار إلى القتل إلا في أضيق الحدود وبعد تعذر وسائل الإصلاح لكل ما تقدم حكم ثلاثة قضاة بالآتي:
أولاً: درء حد الساحر عن المدعى عليه.
ثانياً: تعزيره بالسجن لمدة ست سنوات اعتباراً من تاريخ دخوله السجن وجلده 300 جلدة مفرقة على فترات متساوية كل فترة 50 جلدة بين كل فترة و الأخرى خمسة عشر يوماً. وبعرضه على المدعى عليه قرر الاقتناع به وصدق الحكم من محكمة التمييز