إيران تطبق الخناق على العراق بالوسائل الاقتصادية
ان النظام الايراني وضع النشاطات الاقتصادية في خدمة جهازه التدخلي في العراق لتأمين أهداف عدة منها: النفوذ الاقتصادي في العراق لتنفيذ الالتفاف على العقوبات الدولية عليه.. ومنح غطاء مناسب وعلاقات قوية لمواصلة نشاطات قوة القدس والارتباطات مع المقوى المرتبطة بايران في العراق.. وتصدير السلع التالفة والمنتهية الصلاحية، وكذلك تهريب النفط من العراق الى ايران.
وترى ايران فى العراق ساحة خلفية لمشاكلها، وطاولة لحوار مع خصومها متى ما أرادت ذلك، وأيضا سوقا لبضائعها الرديئة، ناهيك عن ذراع طولى لها في المنطقة العربية، وسيف عنتري لإرهاب الخليج.
لا ترى إيران في العراق أكثر من ذلك، فمنذ اليوم الأول للدخول الأميركي للعراق وإسقاط نظامه في ربيع عام 2003، وإيران تلعب لعبتها الكبرى في المنطقة عبر بوابة العراق، بعد أن نجحت في ترسيخ أقدام حلفائها في بغداد، وباتت تعيش حلم القوة عبر بوابة العراق التي أحكمت السيطرة عليها جيدا.
وجاءت زيارة محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني إلى بغداد قبل أيام، وفتحت المجال من جديد واسعا أمام إيران لتلعب في ساحة العراق من خلال 11 اتفاقية اقتصادية، فرحيمي اصطحب معه وفدا كبيرا ضم نحو 400 شخص، بينهم ممثلون عن شركات إيرانية وأيضا قادة في الحرس الثوري الإيراني.
وليس خافيا على أحد أن أغلب الشركات الإيرانية الكبرى إنما تدار من قبل الحرس الثوري، وما هي إلا واجهة اقتصادية لنفوذ إيران السياسي، والعسكري أيضا، فأهل بغداد والمدن الجنوبية لهم قصص وحكايات مع المؤسسات الثقافية والاقتصادية الإيرانية التي انتشرت انتشار السرطان في الجسد عقب الاحتلال الأميركي وأكثر من ذلك، فلقد حملت الزيارة في طياتها مؤشرات خطيرة على عراق ما بعد الاحتلال.
إن عقدة الدونية لبعض ساسة العراق أمام إيران تجعل المرء في حيرة من أمره في الكيفية التي يمكن أن تجعل مثل هؤلاء قادرين على مواجهة الأطماع الإيرانية في العراق، والتي لا يبدو أنها ستقف عند حد طالما كان ساسة المنطقة الخضراء يشعرون بارتباك أمام أي مسؤول إيراني حتى لو كان صغيرا.
يقول رحيمي في مؤتمره الصحافي مع المالكي: إن بلاده مستعدة للمساعدة في استتباب الأمن في العراق، في إشارة وضغط إيراني على المالكي لعدم طلب تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق.
وتابع رحيمي: "أُعلن صراحة أننا نسينا كل آلام الماضي التي سادت في سماء البلدين، وقلوب الإيرانيين كلها مع العراق وكل ما يحبه الإيرانيون موجود في أرض العراق".
ومن نفس الجهة يبحث آقا محمدي حاليًا مع المسؤولين العراقيين إلغاء حق الرسوم الجمركية العراقية لتسجيل الشركات بأسماء تجار إيرانيين في العراق وعبور السلع من إيران إلى العراق وفق شروط النظام الإيراني وعقد اتفاقات وعقود وتوقيع مذكرات تفاهم اقتصادية وثقافية من شأنها زيادة نفوذ النظام الإيراني في مختلف المجالات في العراق. وهذه الموضوعات وبعد التحضيرات الأولية سيتم متابعتها من قبل رحيمي أيضًا.
العراق, العقوبات الدولية, النشاطات الاقتصادية, النظام الايراني