السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القهوة الكولومبية
كولومبيا.. البلد الذي تنتَج فيه القهوة بحماسة وإخلاص
«الاقتصادية» من الرياض
كولومبيا بلد المتناقضات، ليس فقط المتناقضات الجغرافية والمناخية والطبيعية، وإنما كذلك في العادات والتقاليد والمعتقدات وسبل الحياة وفقاً للمنطقة. مع ذلك هناك سلسلة من المعتقدات والقيم الراسخة حول زراعة القهوة، حيث أسهمت في تشكيل النوعية النهائية للقهوة الكولومبية الخالصة وصبَغَتْها بالحماسة والإخلاص المرتبطين بهذا النوع من القهوة.
القهوة الكولومبية هي قهوة أمريكية لاتينية مشهورة بطعمها المعتدل الذي يشبه المكسرات، والتي اكتسبت سمعة بأنها قهوة يجب التمتع بها بصورة خالصة وحدها أو عند مزجها بأنواع القهوة الأخرى لتشكيل أذواق متوازنة من القهوة. كولومبيا هي أكبر منتج للقهوة العربية في العالم، وهي التي تعتبر أجود أنواع حبوب القهوة في العالم. وإن زراعة القهوة ومعالجتها وتجارتها ونقلها وتسويقها تؤمن الوظائف لكثير من الناس في كولومبيا. هناك 570 ألف مُزارع للقهوة. ويعيش معظم زراع القهوة في مزارع صغيرة لا تزيد مساحة الأراضي التي تُزرع القهوة فيها على 20 دونماً في المتوسط. ولا يوجد إلا عدد يزيد قليلاً على 5 في المائة من الزراع من الذين لديهم مزارع قهوة مساحتها 50 دونماً أو أكثر. وقد أدى الحجم الصغير للأراضي المزروعة بالقهوة إلى أن تكون زراعة القهوة في جوهرها نشاطاً عائلياً يسهم في صناعة القهوة الكولومبية. معنى ذلك أن أهل القهوة في كولومبيا يعتقدون أن عائلتهم تأتي على رأس الأولويات، وهم حريصون للغاية على حماية مجموعة قوية من القيم العائلية ورعايتها.
العمل القوي الذي يشتمل على زراعة وإنتاج القهوة ذات النوعية الجيدة من الشجرة إلى الفنجان يسمح لنا بفهم أهمية جميع العمليات التي تدخل في إنتاج القهوة وبيعها، على نحو يمتاز فيه الزراع في كولومبيا ببيع قهوة تتسم بالنوعية الجيدة التي تشتهر بها القهوة الكولومبية. وبالنظر إلى طبيعة الملكية الزراعية والحجم المتوسط لمزارع القهوة الكولومبية، فإن أعمال جني المحصول وما يليها من أعمال يقوم بها في معظم الحالات الزراع أنفسهم، وهذا يعزز التزامهم الخاص بالمنتج الذي يخرج من مزارعهم. وبالطريقة نفسها فإن زراع القهوة أنفسهم هم الأشخاص الذين حين يتم توظيفهم للعمل في المزارع الكبيرة، فإنهم يساعدون على إتمام وإنجاح العمليات والأنماط التي تتفاعل مع المنتَج، والتي تطورت في مناطق مختلفة من البلاد. بالتالي فإنه بفضل هذا التفاعل بين زراع القهوة في المزارع الصغيرة والكبيرة نشأت ثقافة خاصة بالنوعية، وارتبطت بالعمل الجاد والطابع شبه الحرفي المرتبط بالحصول على قهوة ذات نوعية ممتازة. من الواضح أن أهل القهوة في كولومبيا مخلصون وملتزمون بما ينتجون من قهوة. فضلاً عن ذلك فإن جهودهم في إنتاج النوعية العالية أفلحت في أن تحافظ كولومبيا على كونها ثاني بلد منتج للقهوة في العالم، وتعد البلد الأول في العالم في إنتاج القهوة العربية. كثير من أنواع القهوة الكولومبية مقاوِمة لأمراض النبات ولا تستدعي زراعة أشجار للوقاية من أشعة الشمس. وتظل النوعية العالية مضمونة حتى بالنسبة للقهوة التي تزرَع دون استخدام أشجار الوقاية من أشعة الشمس. في السنوات الأخيرة كانت كولومبيا متحمسة حول القهوة العضوية (أي التي تزرَع دون استخدام الأسمدة الكيماوية أو المبيدات الحشرية). تقدم الدكتور كافيه قهوة كولومبية 100 في المائة، وهي تُعِدُّ وتقدم هذا النوع الممتاز من القهوة بالحماسة نفسها التي أنتِجت بها على أيدي زراع القهوة الكولومبيين من أجل عشاق القهوة في مختلف أنحاء العالم.