وحدتنا الوطنية كيف نقوِّيها؟؟؟
د محمد بن صالح العلي
لجينيات ـ في هذه الأيام يعيش السعوديون زخماً من المشاعر الوطنية، برزت في ذلك التلاحم الوثيق بين القيادة والمواطنين، فما أن شعر السعوديون أن خطراً يحدق بوطنهم إلا وبادروا وسارعوا إلى التنادي لحفظ الوطن وحمايته والحفاظ على وحدته وتماسكه.
وقد امتن الله علينا بوطنٍ له خصائص عديدة ، فهو من أكبر البلدان وأوسعها، ويشتنا على أفضل البقاع المقدسة، وفي باطن أرضه أعظم مخازن البترول، التي يسيل لها لعاب الكثيرين .. .
ومن مميزات وطننا ذلك الطيف الواسع من القبائل والأسر والمذاهب والمناطق والبيئات المختلفة، ولا شك أن هذه الأطياف بدأت تنصهر في بوتقة الوطن، والمطلوب اليوم مزيد من التوحد والانصهار، وإذابة ما بقي من الحواجز بين المواطنين.
وطننا يشتمل على أقاليم كبيرة ، فهناك نجد والحجاز والأحساء بقبائلها وأسرها، وهناك أهل الشمال وقبائل شمّر..، وهناك الجنوب بقبائله آل غامد وآل زهران... .
ولا شك أن لكل منطقة خصائصها، ولكل قبيلة مناقبها ، ولكل أسرة سماتها، ولكن هناك محورٌ يجمعهم جميعهم، هو محور الوطن، فينبغي أن يكون هو الجامع وهو الإناء الذي تصبّ فيه هذه المناقب وتلك المآثر التي يكمل بعضها بعضا.
ينبغي أن نحذر من كل ما يوهن وحدتنا الوطنية من إثارة العصبيات القبلية والحزازات الأسرية، والنعرات الطائفية، والتفرقات المذهبية..،
ينبغي تغذية وتقوية مشاعر الانتماء الوطني عند كل سعودي، وعرس الانتماء الوطني لا يكون بالشعارات والحفلات فقط، وإنما يكون بأن يشعر المواطن بأنه عزيز في وطنه ، آمن فيه على نفسه وماله وعرضه، وأن يشعر المواطن بأن حقوقه الكاملة مكفوله ومصانة.
وقد أعجبني مقال الأخت ليلى العجمي بعنوان( لكي تعمر الأوطان فلنبني الإنسان) تقول فيه:
(بناء الإنسان الصالح هو الثروة الحقيقية للأوطان , فهو الدرع المنيع لكل من تسوِّلْ له نفسه داخلياً وخارجياً , وهو العين الساهرة على حمايته ومراقبة مصالحه , هو محور نهضته وأساس رقيّه , وهو دينمو صناعاته ومولِّد طاقاته , كل ما في الوطن جماداً عدا تلك السواعد البشرية التي قد تكون معيناً على بِناءِه وقد تكون عائناً على دماره!)
إننا في هذا الوطن العزيز والكريم محتاجون إلى إستراتيجية كاملة لغرس وبناء الوطنية الحقيقية.
د/ محمد بن صالح العلي/ الأحساء