بين تخطيط إيران وجيرانها العرب
د محمد بن صالح العلي
كنت أتعجب كثيراً وأنا أتابع المخطط الإيراني والاستراتيجيات التي رسمتها لمنطقتنا، وغياب التخطيط والاستراتيجيات لدى بني قومنا!!!، وكنت أردد قول الشاعر:
أرى خلل الجمر وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفئه عقلاء قـومٍ فإن وقوده جثثٌ وهـــــــــام
فإن النار بالعودين تذكــى وإن الحرب مبدؤها الكــلام
فقلت من التعجب أين شعري أأيقاظٌ أميـة أم نيــــــــــام
إن كل ذي عينين يرى المخطط الإيراني، ويستطيع بكل سهولة أن يتلمس استراتيجيات إيران في المنطقة، ولم يكتف الإيرانيون بوضع الخطط والاستراتيجيات؛ بل نٌفذ الكثير منها ، والحقيقة ليس العجب من أي أمة تخطط لمستقبلها وتحقيق مصالحها، ولكن العجب من أهل الغفلة الذين يرون أعداءهم يخططون وينفذون وهم سادرون غافلون ، وكأن الأمر لا يعنيهم بينما هم المعنيون والمستهدفون!!!! .
والآن بعد الأحداث الأخيرة في البحرين وفي السعودية وفي الكويت هل تغير شيء؟؟؟ أم هل سيكون هناك تغيّر وتحرك؟؟؟.
المخطط واضح وأهداف إيران معلنة ، ومن أبرز استراتيجياتها كما ذكر (نجاد) وغيره الاعتماد على تحريك الخلايا النائمة وخاصة في دول الخليج، فما هو مطلوب من دول الخليج؟؟ وحينما أقول دول الخلـيج فأعني كل مـن يستشعر الخطر مـن المنظمات والحكومات والأفـراد والجماعـات ...، التخطيط لا يفله إلا تخطيطٌ مثله، والاستراتيجية لا توقفها إلا إستراتيجية مثلها.
إن الملاحظ لنشاط العرب من أهل الخليج لا يجد إلا التنظير والتحذير ، لقد شبعنا تنظيراً وتحذيراً من إيران وعملائها، فهل نبدأ العمل؟؟؟؟.
وكذلك يلاحظ على جهود أهل الخليج التفرق والتشتت ، فهناك جهود ولكنها مشتتة ، وهناك مشروعات ولكنها مفرّقة!!!! .
وكذلك يلاحظ على تلك الجهود أنها تكود غالباً ردود أفعال ، ولا يمتلك أهل الخليج استراتيجيات واضحة.
ومادمنا نتحدث عن الاستراتيجيات ، فنطرح تساؤلاً: هل يمتلك جيران إيران من أهل الخليج أوراق قوية؟؟؟ والجواب : نعم، هناك عدة أوراق ، منها :
• ما ذكره الدكتور/عبد الله النفيسي في تعبير رائع بأن أهل السنة يمثلون الأمة، والشيعة يمثلون الطائفة ، فأهل السنة نسبتهم تزيد على 85% من عد المسلمين في العالم.
• الإمكانات المادية التي تمتلكها الدول الخليجية .
• قوة المبدأ والفكرة والعقيدة، فعقيدتنا ومبادؤنا أقرب للعقل والمنطق من العقائد الشيعية.
• استغلال مواضع الضعف لدى إيران ، وهي كثيرة، ذكرت في ندوات كثيرة ، ليس هنا مكان ذكرها.
والسؤال الذي يطرحه كثير من المفكرين الاستراتيجيين من أمثال الدكتور النفيسي: لماذا لا نوجد لدينا مراكز دراسات إستراتيجية لحل هذه الإشكالية؟؟؟ إن الدول المتقدمة
والناهضة لا تعتمد سياساتها على الارتجال وردود الأفعال، بل ترسم سياستها بناء على دراسات يجريها خبراء وعلماء متخصصون.
د.محمد بن صالح العلي