المندي الحساوي.. وجبة السحور الأولى في الأحساء
المندي الحساوي.. وجبة السحور الأولى في الأحساء
الوجبة الأولى في ليالي السمر
الدمام: سامي العلي
رغم تعدد طريقة إعداد الرز بين مناطق السعودية فإن الأحسائيين يحتفظون بطريقتهم التقليدية في إعداد الرز، خاصة الرز المشهور عندهم باسم «المندي الحساوي».
ففي شهر رمضان يعتبر المندي الحساوي الأكثر شعبية بين سكان الأحساء التي يتم تناولها على مائدة السحور، حتى لا تكاد تذكر باقي الأكلات الشعبية مثل الكبسة ولا حتى المظبي والمضغوط.
فرائحة المندي الذي يجري طبخه في تنور تحت التراب، تداعب الشهية مما يجعل الاقبال عليه وخاصة في أوقات السحور بشهر رمضان مضاعفاً.
وعادة ما يتم طبخ المندي الحساوي، داخل الاستراحات والمزارع، والعديد من المطابخ، وبعض أصحاب البيوت يمتلكون أماكن مخصوصة لطبخ المندي فيها. ويستهلك طبخ وجبة كبيرة من المندي بين ساعة إلى ساعتين، وفي الاحساء يتم طبخ المندي باللحم أو الدجاج أو حتى السمك، حيث يتم الاقبال على سمك الهامور كوجبة مندي مخصوص.
وفي ليالي السمر، يقوم الشباب في الاحساء بإعداد وجبة المندي، في حين تعمد العائلات التي تجتمع في عطلة نهاية الاسبوع لاعداد وجبة المندي داخل تجمعاتها.
والمندي من الوجبات التي عرفها السعوديون منذ وقت بعيد، فطريقة طبخه تدل على حقبة زمنية لم تتوفر فيها الأدوات الكهربائية أو الغازية الحديثة.
ولا يفترق كثيراً المندي الحساوي، عن غيره من وجبات المندي التي غزت المطابخ السعودية في السنوات الاخيرة، ويرجع اصلها الى المطبخ اليمني، والحضرمي بشكل خاص، لكن الاحسائيين يقولون ان المندي الذي يعرف باسمهم ليس نسخة مقلدة من المندي الحضرمي، فهم يعتبرون أنفسهم متميزين في اعداد هذه الوجبة، ويفترقون في طريقة تحضيرها، بل وحتى في التوابل التي يختارونها.
ويحتفظ الاحسائيون بطريقتهم التقليدية في طبخ وجبة المندي، حيث يتم وضع «كرب» النخيل كحطب في التنور المحفور في التراب، قبل أن يضعوا الإناء داخله، ثم يغطى بصفيحة ويوضع عليها خيش مبلل بالماء ويدفن بعد ذلك بالرمل، حتى ينضج.
ووجبة المندي من الوجبات الشعبية التي غالباً ما تصاحبها بعض الملاحظات الصحية، خاصة في شأن ترسب الدهون وتكدس الابخرة والدخان والكربون في القدر، وتسربه للطعام.