يمه ايهم وينه
كان طفلاً نعم طفلاً بريئاً...جميلاً بطلته لطيفاً في معاملته ....رقيق المشاعر حسلس للغايه ..
كان دائم البكاء .... وكثير الابتسامه...
ينهض من النوم كل صباح وينهض اخاه الذي يكبره بأربعة اعوام يذهبان ويلعبان خارج المنزل هذا هو حال ايهم مع اخوه الاكبر ... لا تستطيع امهم منعهم من الخروج في الصباح فبكاء ايهم لا تستطيع مقاومته تلك الام الحنونه ....
كان كاما نظرت اليه اجد في عينيه بريق دمعه ...نعم بريق دمعه ...كنت اتضايق كثيراً عندما اراه يبكي وبإلحاح ...كان دائما يزعجنا ببكائه ....
رايته يوماً من شدة بكائه إحمرة وجنتيه ...فطلبت منه ان يقترب مني ....كي اعرف سبب بكائه... فاقترب مني وسألته ما سبب البكاء فاجاب بلغته البريئه والجميله اريد حلاوه ...
وجهش بالبكاء مره اخرى ...فهمست في اذنه ببضع كلمات فبتسم وتوقف عن البكاء .... وقال لي انا احبك ...
في صباح يوم شاحب نهض الايهم كعادته وخرج لللعب مع بقيه الاطفال ...الي ان حان وقت الظهر خرجت امه للبحث عنه ...فليس من عادته اان يخرج اكثر من ساعتان خارج المنزل ....رئته والدته جالس بجانب زاويه بعيداًعن الاطفال ...كان في يده قطعه من الحديد فعرسها في قلب الارض ...وكان يحدث نفسه اليوم اخر يوم العب مع الاطفال...لم تفهم والدته المغزى من هذا الحديث ...نادته فاسرع اليها...وذهبا سويا الى المنزل ... كان جميع ما يفعله ايهم اليوم مختلف عن ما يفعله باقي الايام ....
كان اخوه الاكبر يشاهده ...ولا يعلم ما يقول له .... عندما حان وقت الغداء ....لم يقبل ايهم ان يتناول الطعام ... فاخذ يدور حول اهله وهم يتناولون الغداء .... الكل كان يترجاه للاكل ولكنه كان يقول ...اليوم لا اريد ان اتناول الطعام فانا لست جائع ولن اجوع ابدا ....وقف اخاة الاكبر ابراهيم وقال بصوت عالي ...ايهم تعال واجلس بجانبي ... فجلس ايهم بجانب ابراهيم فاخذ ابراهيم يدغدغ ايهم ....
بعدها ذهب كل من في المنزل لاخذ القيلوله ... ولكن الايهم في هذا اليوم لم يترك والدته ....فنادها بصوت عالي ماما انا احبك ... ذهب لإحظار ملابس له وقال لوالدته هيا غيري ملابسي فهي الان متسخه....
استغربت والدته ما فعله ايهم ...لان من عادته انه لا يريد تغيير ملابسه واليوم بنفسه يحظر ملابسه ... ضحكت الام ...فاسرع ايهم الى حظن والدته وحظنها وقبل وجنتيها واخذ يكرر احبك ..احبك.. احبك.. وهي كذالك تبادله نفس الكلمات ...لم ينم ايهم في نهار ذالك اليوم ....حين حان وقت العصر ...ركض ايهم جهت الباب زكان ابراهيم خلفه ...فوقف ايهم وكانه تذكر شيءً فاسرع يركض جهت ولدته وقال لها ... اريد نقود ... فاعطته والدته فقبلها ووقف قليلا امامها ونظر اليها فابتسم لها وخرج من المنزل ...
رءا ايهم الاطفال يتجهون نحو سيارة عمه ... فركب بسرعه داخل السيارة بعدها اخذهم العم الى المزرعه حيث كان كل يوم في مثل هذا الوقت يذهب الاطفال مع العم الي المزرعه ....
منهم من يجري خلف القطيع ومنهم من يقطف الثمار ...
كان الايهم يقف بجانب عمه وهكذا كل يوم لانه يخاف من الاغنام كان العم واقف بجانب شجره قريبه من حوض مليء بالماء ذهب العم الي العامل وكان ايهم معه فلفت انتباه ايهم فراشه صغيره فاخذ ايهم يجري خلفها الى ان وصل الي جانب الحوض فشاهد ثمره المانحو مرميه على الارض فاخذها ووقف لمشاهده الفراشه ...رءاها على الحوض فصعد ايهم على طرف الحوض فسقطت المانجو من يديه في داخل الحوض ...كان الايهم يحاول ان يحظر المانجو من الحوض فسقط داخل الجوض ....عم السكون داخل المزرعه لم يكن هناك سوي حفيف الرياح وخرير الماء .....طال غياب الايهم عن العم فاخذ العم بالبحث عن الايهم ... بحث العم في جميه انحاء المزرعه ولم يخطر في باله ان الايهم في داخل الحوض ...
الايهم لم يعتاد ان يقترب من الحوض ولكن قدره في هذا اليوم ان يذهب اليه بنفسه ....ذهب العم نحو الحوض فدهش من ما شاهده هناك ....اسرع العم واخرج ايهم من الحوض .... حاول العم اسعاف ايهم ولاكن دون جدوى ...فاخذه الى المستشفي ..حاول الطباء اسعافه ولكن دون جدوى ...فللاسف ايهم فارق الحياة ...ااااااه ما اصعب فراق الايهم عنا .... احس بان شيءً ينقصنا ...
وصل الخبر المرير الى ام ايهم ... فدهشت من ما سمعته ولم تصدق الى ان ...احظر العم ايهم وهو نائم في يد عمه ....نعم نائم ...ما اجمل ذالك الملاك الذي ينام في حضن عمه لم تصدق ولدته ما تراه عينها فاخذت تلمسه وتوقضه ولكن دون جدوى ....جهشت الام بالبكاء .... بكاء كل من يعرف الايهم ذالك الطفل المرح ... لم اصدق خبر وفاته عندما اعلمني والدي بذالك الخبر المرير ....
كنت بعيده جدا عن منطقتنا ....كان قلبي يتقطع لفراق الايهم ...
بكيت بكاء لم اذكر اني بكيت مثله في حياتي .... كان قلبي يتقطع الف قطعه عندما تهذي نفسي ان ايهم توفي ....رجعت من اللمنطقه التي كنت فيها الي منطقتنا في نفس اليوم ....رحل الايهم عصرا الساعه الخامسه .... ووصلت منزل العزاء الساعه الواحده فجرا ....
عندما وقفت امام المنزل احسس بان كل جدرانه حزينه لفراق الايهم ... دخلت الي المنزل ورايت كل من في المنزل يعناي فراق الايهم ..كانت امه تبكي بالم ...واخواته كذالك ...ورايت ابراهيم نائم في حظن والدته ... فعزيت والدته وواسيتها .... اااااه كيف اواسيها وانا اريد من يواسيني ....بكيت معها بالم ....في هذه اللحظه ... نهض ابراهيم وقال لامه ...يمه ايهم وينه ... بكت الام فهي لا تعلم ماذا تقول لابنها الذي يسال عن اخاه الذي اعتادا ان يناما سويا وينهضا سويا .... كرر ابراهيم السؤال وفي عينيه دمعه حائره .... يمه ايهم وينه؟؟؟؟ حظنت الام ابراهيم وقالت له ... ايهم رحل ...رحل الى مكان بعيد ولن يعود مره اخرى .... بعدها رجع ابراهيم الى حظن امه وقال لها ...اذا اتصل ايهم قولي له اني اشتقت له كثيرا ... بكت الام عندما سمعت كلام ابنها الذي يحب اخاه كثير ...
رحل الايهم وترك فراغا كبيرا في قلب من يحبه وبالاخص في قلب اخاه ابراهيم ... اصبح ابراهيم دائما يسال عن ايهم ...ويكرر السوال يمه ايهم وينه ...
اصبح ابراهيم حزين جدا بعد فراق اخاة ...ذهب مرحه مع رحيل ايهم ..غايت ابتسامت ارباهيم العذبه اصبحت عندما ارا ابراهيم اشعر بالم ...... رايت ابراهيم ...يجلس لوحده ... فدنوت منه وسالته لماذا انت وحيد ...؟؟؟ فقال لم اعتد العب بدون ايهم ....حينها رايت دمعه حائره في طرف عينه ... لم يستطيع ابراهيم ان ينسى اخاه ...
.....
رحل ايهم وعمره ثلاث سنوات رحل واخذ معه امال واحلام اخاه الاكبر ابراهيم ....صعب عليّ حال ابراهيم بعد فراق الايهم ...
...
اللهم ادخله فسيح جناتك وابعث الصبر في قلب امه وجميع احبابه
اللهم امين ....
تحياتي
للأمــــانــــة .. منــقــول .. مع تحيات موقع مرهف الاحساس..
مواضيع لم
تغذية rss
أفضل 20عضو
أفضل اعضاء اليوم
جديد المواضيع
مشـــــاركاتي
قوانين المنتدى
التسجيل
10/8/2010, 4:52 pm
