أيها السعوديون: هل أدركتم معنى الوطنية؟
د محمد بن صالح العلي
لجينيات ـ كان يوم الأمس يوماً سعيداً ،لأنه يومٌ تجلّت فيها معنى الوطنية لدى السعوديين، ظهر فيه التفافهم حول قيادتهم، ظهر فيه حبهم لوطنهم، عرف السعوديون أن وطنهم في خطر ، وأنّ هناك جهات خا رجية تكيد له فنسوا خلافاتهم ، ونسوا مطالبهم، وقالوا :(إلا الوطن)، نعم قد نختلف ،قد تتنوع أطيافنا ومناطقنا ولهجاتنا، ولكن يبقى الوطن هو المحور الذي نلتقي عليه ونلتف حوله ولا يمكن أن نفرط فيه.
لقد عشت لحظات سعيدة يوم الأربعاء الماضي 4/4!/1432 حينما رأيت جموعاً حاشدة في محافظة الأحساء من مختلف القبائل والأسر الأحسائية الكبيرة والعلماء والمفكرين ومن كل أطياف الوطن وهم يجددون البيعة ويعلنون استعدادهم لفداء الوطن والذود عن حياضه وحمايته بأنفسهم وأموالهم وأولادهم.. إنها صورة تبعث على الفخر وتشعر كل سعودي مخلص بالسعادة...
ما أحوجنا إلى مراجعة قاموس "الوطنية" وأن نستذكر معانيها ومفرداتها، فالوطنية الحقيقية تتمثل في معاني عديدة منها، الالتفاف بين أهل الوطن الواحد وانصهارهم في بوتقة واحدة تذوب فيها القبليات والعصبيات والمصالح الخاصة.
الوطنية الحقيقية هي أن يبذل كل واحد منا جهده في مجال عمله وأن يكون مخلصاً في وطنيته، فإن كان موظفاً فيؤدي وظيفته بكل أمانة، يخدم أبناء وطنه بكل إخلاص، لا يرتشي ، ولا يستبيح أكل المال العام ،وبذلك نقضي على الفساد الماتلي والإداري الذي يشتكي منه الكثير.
وإن كان تاجراً اجتهد في خدمة المواطنين باستيراد المواد الجيدة ، وعدم الغش في تجارته وفي بيعه وتجارة، وإن كان صاحب مؤسسة أو شركة أخلص في تنفيذ مشروعات الوطن،ولم يتلاعب ولم يتحايل...،ألا ما أحوج وطننا إلى الرجال المخلصين، .
أيها السعوديون: وطنكم خير الأوطان ، فيه الحرمان الشريفان ، وفيه الثروات والنعم الكثيرة فاحمدوا الله واحرصوا على حماية وطنكم وبنائه ، واحرصوا أم تكونوا مواطنين صالحين. اللهم اخفظ وطننا من كيد الكائدين ومكر الاماكرين.
د/ محمد بن صالح العلي/ الأحساء